تحميل رواية الأرقم pdf – محمد صاوي
كرِهَت كل الرجال؛ يُحبِّون أنفسهم أكثر من أي شيء، رغباتهم فوق رغبات الجميع، وكأن الأنثى أداةٌ يمارسون عليها كل أنواع الاستمتاع لذاتِهم ثم يتركونها كسلةِ قمامةٍ ليس لها أي قيمة، لم تقابل في حياتها سوى رجالٍ عديمي الإحساس، وإن مثَّل أحدهم دور رجل ذي مشاعرَ ويحترم الأنثى، يكون ذلك لغرضٍ ما، وهو أن يصل إلى مبتغاه منها.. فالأنثى ما هي إلا جسدٌ في مجتمعٍ ذكوريٍّ لا يعطيها حقوقها، حتى وإن حاولت إحدى النساء أن تكون ذا قوةٍ وشأن، ينتهي بها الأمر لأن تكون مجرَّد أداةٍ أو جسدٍ بين يدَي زوجها فيلهو بها كيفما يشاء.. ولحظات الحب تلك التي يحاول أن يبدو فيها الرجل حبيبًا مخلصًا، لا تكون غير لحظاتٍ مؤقتةٍ وتنقضي.. رجالٌ بلغت بهم الأنانية مداها فلا يُدرِكون أبدًا أن كل لحظةٍ تمر على الأنثى بين أحضان رجُلِها تترك بصمةً داخل روحها..
تحميل رواية الأرقم pdf
أما الرجل، فما من شيءٍ يترُك بداخله الندوب إلا التقليل من رجولته، والأنثى بالنسبة له لا شيء، وستظل لا شيء، حتى وإن تظاهر بالاحترام تجاهها، فستظل له جسدًا ماديًّا وليس لمشاعرها لديه أدنى حسبان.
لم تستمتِع ولو للحظةٍ واحدةٍ في حضن أحدهم، كانت تُعاقِب نفسها، وفي قرارة نفسها تقول لعائلتها بأن العار ها هنا، معها، وسيلحَق بها حتى بعد الممات! أصبح هدفها الأوحد هو الانتقام من العائلة الشريفة التي تكِنُّ لكل فردٍ منها داخل قلبها الكثير والكثير من الضغائن، فأرادت دفن رؤوسهم، أرادت الانتقام..
حمَلت في نفسها أطنانًا من الكُره تجاهَهم جميعًا، حتى الأب الذي رسم دور الحُنوِّ أمامهم، شعرت بما في داخله من الحقدِ والكرهِ وحبِّ الذات وأنانيةِ النفس.
سخَط الدنيا جمعاءَ قد نما وتوغَّل داخلها، تكرههم جميعًا، تبغضهم، تريد قتلهم والتخلص منهم، لتحيا وحدها في منأًى عن تلك العائلة المريبة، المقززة، والمثيرة للشفقة.
لم تستمتِع ولو للحظةٍ واحدةٍ في حضن أحدهم، كانت تُعاقِب نفسها، وفي قرارة نفسها تقول لعائلتها بأن العار ها هنا، معها، وسيلحَق بها حتى بعد الممات! أصبح هدفها الأوحد هو الانتقام من العائلة الشريفة التي تكِنُّ لكل فردٍ منها داخل قلبها الكثير والكثير من الضغائن، فأرادت دفن رؤوسهم، أرادت الانتقام..
حمَلت في نفسها أطنانًا من الكُره تجاهَهم جميعًا، حتى الأب الذي رسم دور الحُنوِّ أمامهم، شعرت بما في داخله من الحقدِ والكرهِ وحبِّ الذات وأنانيةِ النفس.
سخَط الدنيا جمعاءَ قد نما وتوغَّل داخلها، تكرههم جميعًا، تبغضهم، تريد قتلهم والتخلص منهم، لتحيا وحدها في منأًى عن تلك العائلة المريبة، المقززة، والمثيرة للشفقة.